هكذا أحببت التمريض




لم أكن مهووسة بالتمريض عندما تم قبولي لدراسته في كلية التمريض بجامعة الدمام في عام ٢٠٠٧ ، فقد كنت كبقية البشر و كفرد آخر من المجتمع أحمل في مخيلتي انطباعات مغشوشة عنه، بل كانت بعيدة كل البعد عن الحقيقة.
كنت أعتقد بأن تخصص التمريض ماهو الا قياس لضغط ومن ثم لحرارة مريض لا أكثر من ذلك، فشعرت بأنني قد وضعت في المكان الذي لايمثلني ولا يمثل كينونتي، تعثرت في بداية دراستي للتمريض لأسباب اجتماعية، صحية، وكذلك نفسية فتوالت اخفاقاتي حتى وصل معدلي ٢،٤٠ من ٥
فشعرت حينها بأنني على حافة الانهيار ولابد لي من عمل شيء لتغيير حياتي للأفضل و في عام ٢٠٠٩ بدأت الرحلة
أخذت اركز قليلاً في جوانب التمريض لأجده عالماً غامضاً و غريباً وفيه الكثير مما اجهله، حاولت تطوير نفسي و ذاتي في هذا التخصص و على الرغم من كل العبارات المحبطة التي سمعتها من الكثير لكن كان لي هدف و غاية و هي ان أكون شخصاً مختلفاً تماماً عما انا عليه الآن.
اكتشفت جوانب التمريض و همت فيه وفي انسانيته المتفجرة فغيرني.. نعم غير معشوقته التي احبته بجنون.. احبت عاطفته.. انسانيته.. عطفه وحنانه واشياء اخرى كثيرة جعلتني أعلم يقيناً بأن الله وضعني فيما يلابسني و يناسبني، بذلت كل مافي عقلي من طاقة في رحلة طويلة صعبة منهكة تحملت فيها الكثير ولكن الرغبة في التغيير كانت اكبر من كل شي داخلي.
ولله الحمد والمنه فحلمي الصغير تحقق فخلال دراستي تم تكريمي كطالبة مثالية في كلية التمريض وقد كنت قائدة الدفعة لمدة ثلاث سنوات دراسية و اصبح في رصيدي الكثير من الشهادات التي تجعلني افتخر بما انجزته ومثلت تخصصي التمريض في الكثير من الفعاليات التعليمية.
عندما اتممت دراستي بمعدل ٤ من ٥ سجدت لله شاكرة فرِحه بذلك واكتملت فرحتي عندما تم قبولي في سنة ٢٠١٤ في وظيفة معيدة في كلية التمريض بجامعة الامام عبدالرحمن بن فيصل ( جامعة الدمام سابقاً)
 في تخصصي الذي اعشقه ( تمريض حالات حرجة)
لم يكن لحلمي حدود فقد بدأت دراستي لماجستير تمريض الحالات الحرجة وسآنهيها هذه السنة ان شاءالله.
و لأتوج محبتي لهذا التخصص العظيم كتبت روايتي بعنوان ( ممرضة على السطر ) لأسجل فيها حكاياتي الواقعية الحقيقية التي عشتها بين جدران المستشفى خلال سنتي التدريبية بعد التخرج لأخبر العالم بأجمعه كيف هو التمريض و لأجعلهم يروه كما تراه عيناي.
ليس هناك شيء مستحيل فإذا اردت فأنت تستطيع
إحمل احلامك بين يديك و اسع بكل طاقة لديك لتحقيقها فبذلك تكون لديك حياة.

فاطمة حسين المرزوق
معيدة في كلية التمريض بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل 
ماجستير تمريض حالات حرجة 

تعليقات